في إطار التزامها القومي
البحرين تشارك في حل الأزمة اللبنانية
جاءت مشاركة مملكة البحرين ممثلة في الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورته غير العادية «الاستثنائية« التي عقدت بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالقاهرة يوم الأحد الحادي عشر من مايو الحالي إيماناً من مملكة البحرين بدورها القومي والعربي في الوقوف مع لبنان الأرض والشعب والمحافظة على الأمن والسلم الأهلي في لبنان الشقيق، وقد أدركت مملكة البحرين مع شقيقاتها الدول العربية خطورة الوضع في لبنان وتداعياته على مستقبل الأمن والاستقرار في لبنان وإنعكاسته على الأوضاع في المنطقة بكاملها، وانطلاقا من المسؤولية العربية تجاه لبنان،واستمرارا للجهود العربية المبذولة لمساعدة لبنان على تجاوز الأزمة، فقد رفضت الدول العربية بشكل كامل ما آلت إليه التطورات في الأيام الأخيرة في لبنان، ورفض المجلس استخدام العنف المسلح لتحقيق أهداف سياسية خارج إطار الشرعية الدستورية وأكد المجلس ضرورة سحب جميع المظاهر المسلحة من الشارع اللبناني وتسوية الأزمة السياسية الراهنة بشكل يحفظ لكل طائفة دورها الفعال في التركيبة اللبنانية. وشكل مجلس الجامعة لجنة وزارية برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والشيخ حمد جاسم آل ثاني رئيس وزراء دولة قطر ووزير الخارجية وعضوية مملكة البحرين، والمملكة الأردنية الهاشمية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية وجمهورية جيبوتي وسلطنة عمان، والمملكة المغربية، وجمهورية اليمن وتوجهت اللجنة إلى بيروت لحضور جلسة خاصة مع رئيس مجلس النواب نبيه برى،ورئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة وقادة الموالاة والمعارضة لمناقشة الوضع والاتفاق على التنفيذ العاجل للمبادرة العربية والإحاطة بالوضع الخطير الذي يهدد لبنان جراء استمرار التطورات الجارية. ولقد تبنت مملكة البحرين مع شقيقاتها الدول العربية في مجلس الجامعة على المستوى الوزاري في الدورة غير العادية في العام الحالي المبادرة العربية التي رحبت بتوافق مختلف الفرقاء اللبنانيين على ترشيح العماد ميشيل سليمان لمنصب رئاسة الجمهورية والدعوة إلى انتخابه فورياً وفقاً للأصول الدستورية وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وبدء العمل على صياغة قانون جديد للانتخابات فور انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل الحكومة. وجاءت القمة العربية في دورتها العشرين والتي عقدت بدمشق في مارس العام الحالي لتؤكد الالتزام بالمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ودعوة القيادات السياسية اللبنانية إلى إنجاز انتخاب المرشح التوافقي العماد ميشال سليمان في الموعد المقرر والاتفاق على أسس تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بأسرع وقت ممكن، ودعوة قيادات الأكثرية والمعارضة اللبنانية إلى التجاوب مع جهود ومقترحات الأمين العام لتنفيذ المبادرة والتوصل إلى التوافق بشأنها دون إبطاء وذلك في ضوء ما تم إحرازه من تقدم في لقاءات الاجتماع الرباعي السابقة. إن مشاركة مملكة البحرين في اللجنة الوزارية الحالية لاحتواء الأزمة اللبنانية تعود إلى أن مملكة البحرين تؤمن بأن قضية لبنان قضية وطنية تتعلق بمصير وطن، وللبنان مكانة خاصة فهذا البلد الشقيق تربطه بمملكة البحرين علاقات تاريخية، وتؤمن المملكة بأن الواجب يفرض الوقوف إلى جانب لبنان لتجاوزه هذه الأزمة. لقد كانت مملكة البحرين من بين الدول العربية التي دعت الأطراف المعنية المتقاتلة في لبنان أيام الحرب الأهلية التي اندلعت في الثالث عشر من أبريل عام 1975 إلى الوعي بمسؤوليتهم الوطنية التاريخية والأخلاقية والتوقف فوراً وبدون تردد عن القتال وكان مجلس الجامعة في عام 1976 قد شكل لجنة من الأمين العام ووزيري خارجية دولة البحرين الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة رئيس مجلس الجامعة آنذاك ووزير خارجية الجمهورية التونسية للسفر إلى بيروت على الفور لتنفيذ القرارات الصادرة عن المجلس والإشراف على تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق النار، ووضع برنامج زمني لتنفيذ قرارات المجلس بوقف إطلاق النار فوراً وتثبيت هذا الموقف، وتأليف قوات أمن عربية رمزية تحت إشراف الأمين العام لجامعة الدول العربية للحفاظ على الأمن والاستقرار في لبنان، وكان المجلس برئاسة وزير خارجية دولة البحرين قد أكد رفضه لجميع المحاولات والمخططات الرامية إلى تقسيم لبنان مؤكدا وحدة أراضيه وفقاً لما نص عليه بروتوكول الإسكندرية عام 1944م. كما أن مملكة البحرين قد وقفت إلى جانب لبنان والشعب اللبناني الشقيق إثر الاعتداء الغاشم الذي تعرض له لبنان في شهر يوليو 2006م، وجاءت كلمة الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة وزير الخارجية رئيس مجلس الجامعة في الدورة 126 (سبتمبر 2006م) لتؤكد موقف مملكة البحرين الثابت والمتمثل في الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني دفاعاً عن حقه في وجه العدوان والتضامن معه ودعمه حتى يتمكن من استعادة حقوقه والانتصار لإرادته الحرة. إن دور مملكة البحرين متواصل مع مجمل القضايا العربية، فقد ترأس الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية رئيس مجلس الجامعة الوفد العربي بشأن قضية فلسطين أمام مجلس الأمن الدولي متحدثاً عن الدول العربية مبيناً في كلمته أن الوضع في غاية الأهمية والخطورة ووضع لا ينحصر تأثيره على منطقة الشرق الأوسط فحسب وإنما على العالم أجمع ألا وهو الصراع العربي الإسرائيلي مذكراً بأن إحياء عملية السلام يعنى إعادة خريطة الطريق التي تحتوى على عناصر السلام الدائم على المسار الصحيح وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام وتنفيذ ما جاء في المبادرة العربية. إن مملكة البحرين تأمل من خلال مشاركتها في اللجنة الوزارية العربية أن يعود الأمن والاستقرار إلى ربوع لبنان وأن يسود السلم والأمن الأهلي من خلال تفعيل المبادرة العربية بكافة عناصرها أساساً لأي حل، لكي يعود لبنان إلى دوره العربي والقومي.