عندما تنحني الارض لأجل امرأة
عندما تطرق السعادة أبوابا موصدة، هي أبواب قلوبنا، فلا بد أن يكون للحب يد خفية يلعب بها في قلوبنا، ويحركها كيفما يشاء، ولكنه كذلك يسمح لشعاع الشمس أن ينير زوايا قلوبنا المظلمة فيغير حياتنا ويقلبها رأساً على عقب، فيجعل من تلك الوحوش الكاسرة التي تسكن أرواحنا، ملائكة لطيفة تعيش عمر السعادة الذي بات قصيراً تعيش تلك السعادة مقتولة في أوجاعنا وآلامنا تمدنا بكل أسلحة الدمار، وأي دمار هذا صور ورسوم وكلمات تفوق دنيا الخيال…
حبنا هو قدر مكتوب لنا منذ الولادة، هو قدر مخبأ لنا قدر ما أقساه ولكنه يبقى أجمل عذاب نعيش فيه وسط عذاباتنا المتكررة.. يحولنا ذلك الطفل إلى دمى في مسرح الحياة الكئيب إلى ملوك في دنيا الخيال
كيف نحب عندما يقف حاجز الطبقات بين العشاق!.. كيف تستطيع أياد رحيمة، خلقت لتحمينا بقتل طفل بريْ اسمه الحب..! وهل تكفي الدموع والانتحاب لتشيع جثمان الحب المقتول!.. ماذا بوسعنا أن نفعل أمام أناس كلا بل وحوش كاسرين خلقوا لكي يغتالون كل فرح في حياتنا..
من عاش معنى الحرمان.. من عاش على ذكريات الأمس كعاشق ولهان.. ومن بكى لفرقة عزيز كأنه طفل ظمآن.. من سهر ليال لأجل إدمان طاهر عفيف، من سهر ليهوى وهم وعود وحلم نسجه في خياله، يقتات على الحب لا أكثر.. هي قصة حب بلا عنوان، بداياتها الأحزان، ونهاياتها الأشجان.. نشيع ضريح الحب إلى مثواه الأخير ورغم ذلك نحتفل بيوم الحب.. وأي حب هذا وما معناه عندما يموت كل من نحبهم.. ولم سيموت ذلك الحب لأجل سفر، لأجل أناس لا يقدرون معنى الحب الصادق..
أليس من حق الفقير أن يحب الأميرة، أليس من حق الأمير أن يحب السندريللا.. كيف حينما يدخل الحب قلب إنسان ليس من نسج الكتاب، أحب أميرة ليست جولييت التي تغزل بها الشعراء، هي أجمل، هي أطهر، هي ليست من وحي الشعر، هي وطن يستحق أن ننتمي إليه، هي غزالة برية تحترف لعبة الجنون ..